ما الذي سيغير المخ؟ – ج. كريشنامورتي

ماذا سيغيِّر المخ؟*

krishnaji_5

كريشنامورتي: أود أن أناقش نقطة قد تكون على شيء من الأهمية. في مؤتمر انعقد في نيويورك أول هذا الربيع، كان حاضرًا أستاذٌ في الفلسفة – لا أعرف اسمه – تحول إلى الجراحة العصبية. ومما قاله بدا أنه رجل ذكي نوعًا ما. (أنا لا أتعالى، رجاءً.) وعند نهاية النقاش، قلت إن الشيء المهم، الجدير بالاهتمام حقًّا، هو إنْ كان بإمكان خلايا المخ، التي طالما أشرطت، أن تُحدِث في نفسها طفرة. فقال لي هذا الجراح العصبي: "تلك هي النقطة التي أريد أن أصل إليها. لو أمكن لذلك أن يحدث لكان أروع الأشياء. فنحن نحاول، بطُرُق متنوعة، أن نغير الخلايا." وأضاف: "أود أن أتحدث معك حول الأمر." لكن ذاك كان آخر لقاء، وكان الوقت قد نفد، فافترقنا.

أود أن أناقش هذا معكم: مسألة إنْ كان بإمكان خلايا المخ التي أشرطت طوال قرون على الكاثوليكية أو الپروتستانتية، على الهندسة، على الفلسفة، إلى آخر ما هنالك، أن تصير واعية لنفسها، فتخترق بالتالي إشراطها جذريًّا – ليس عبر المصادفة، أو عبر الهندسة الوراثية، أو عبر صدمة كهربائية، عبر الاختبار من الخارج للتأثير على الداخل – فنحن نتكلم على شيء مختلف كل الاختلاف عن ذلك.

مخي ليس منفصلاً عني. فإذا أشرط مخي كهندوسي، ومن بعدُ عبر أشكال متنوعة من القَسْر، أشكال متنوعة من الضغط (ليس مخي تحديدًا، ولكنْ هَبْ أن هذا المخ قد أشرط إشراطَه عند البشرية بأسرها)، ما الذي سيجعله واعيًا بنفسه من غير ضغط من الخارج، من غير أي أزمة، من غير أي شقاء أو تضحية؟ ما الذي سيُحدِث ذلك، بحيث تعي الخلايا نفسُها وضعَها، فتتفجر من الداخل؟ – من غير ضغط، لأنك إذا مارست ضغطًا، انصاع ذلك لفعل شيء آخر؛ إذا اتكلتَ على حادث، فقد يحرِّف ذلك البنية بأسرها. إذا تعاطيتُ مخدرًا لكي أغير خلايا المخ، فذاك هو الآخر تحريف. أما وأني أرى ما يحدث في العالم، أكنت هندوسيًّا أو كاثوليكيًّا أو مهما كنت، أقول لنفسي: "هل من الممكن تغيير خلايا المخ تلك – من دون أي باعث؟" إذا وُجِدَ باعث، إذ ذاك يكون هناك اتجاه، ومن ثم يكون…

فلنتحدث عن ذلك قليلاً. هَبْ أنني مشروط ككاثوليكي أو بوذي (أنا في منطقة أكثر أمانًا هناك). أنا بوذي، ومنذ الطفولة قيل لي يومًا بعد يوم، يومًا بعد يوم، أن أكرر عبارات بعينها. وهكذا مافتئت أكرر؛ وذلك التكرار، ذلك البرنامج أشرط خلايا المخ، العملية كلها. والآن، تظهر أنت وتقول إن كون المرء بوذيًّا أو مسيحيًّا أو مهما كان هو منظار ضيق جدًّا إلى الحياة، إنه يحدُّ الذات. فأرى، من غير مجادلة مسهبة، أنك على حق. تراني أتقبل الأمر لفظيًّا، لكنه لم يغير في الأمر شيئًا؛ لم يجعل المخ يقول: "بحق الآلهة، لا بدَّ من طفرة." وأنا أسأل: "ما الذي سيُحدِث هذه الطفرة؟" – من دون انضباط ذاتي، إلى ما هنالك.

أنا آخذ كمثال مخًّا متوسطًا. هَبْ أنك وإياي مخَّان متوسطان، أصابا حظًّا طيبًا من التعليم، من الذكاء، من التيقظ لأحداث العالم، إلخ. لنقل إنك وإياي عانينا الكثير من المشكلات، الأسرة، دوامة الحياة؛ وأنت وأنا بتنا ندرك أننا مشروطان، أنت كمسيحي، أنا كبوذي، أو كعالِم مسيحي[1]، أو شيء ما. ثم تراه يظهر ويقول: "انظرا إلى ما تفعلان. هذه السيرورة المحدِّدة للذات شديدة التخريب." وهو يورد لك الأسباب كافة، فيبسط بذلك خريطة التركيز الخادع للنفس برمتها. وتراني أرى حقيقة الأمر، لكن هذا لم يؤثر في الخلايا تأثيرًا جذريًّا؛ جذريًّا – لم يُحدِث انقلابًا كليًّا [في السيرورة]. ما فعله هو أني سطحيًّا تحولتُ عن البوذية، وتحولت أنت عن الشيء الذي أنت متعلق به، وترانا نشعر أننا أفضل حالاً نوعًا ما – وكلمة "أفضل" تلك، هي الأخرى، شيء رهيب بنظري. لكني أسأل: "كيف يمكن لك وكيف يمكن لي أن نُحدِثَ فعلاً أو عدم فعل من شأنه أن يغير الخلايا؟"

س: إنها طاقة…

ك: إياك. ألا ترين أنك لا تتقصين؟ إذا قلتِ إنها طاقة، فأنت تضعين نفسك في موقف يُشعِرُكِ بأنك لا تستطيعين أن تفعلي شيئًا. على العكس، قد يكون بمقدوركِ أن تفعلي شيئًا خارقًا! يقع التلف على خلايا المخ عندما يكون هناك أي نوع من الإجهاد، أي نوع من النزاع، أي نوع من محاولة أن تكوني شيئًا، فتخفقين ثم تتباكين على ما فاتك.

والآن، أقول لك إن فعل ذلك ممكن. لكنك لا تقبل قولي. تراك تقول: "بيِّنْه لي، برهنْ لي عليه." فأقول: "لا أستطيع أن أبرهن عليه بطريقة البرهان العلمي"، بمعنى وضع فرضية، ثم تجريبها على الأرانب – الأرانب البشرية والأرانب العادية –، فالقول: "هو ذا، لقد حصلنا على النتيجة!" فالنتيجة عملية مأخوذة من الخارج – من الخارج. أقول إن ذلك العمل من الخارج بالذات هو أحد عوامل التلف، لأنك عندئذ متكل على الخارج. وإذن، ليس هناك اتكال على الخارج: الإرادة، الأمل، الصلاة، الاسترشاد، كما تعلمون، الأشياء كلها التي نلهو بها نحن السخفاء! فما الذي سيجعل خلايا المخ تتغير، فتُحدِثَ تغييرًا في نفسها إذ تقطع كل نوع من أنواع التأثير الآتي من الخارج؟ فهل قطعتموه يا ترى؟ هَبْ أنكم قطعتموه. هَبْ أنني قطعتُه، بحيث لا يكون ثمة اعتماد على المخدرات، على الإرادة، على وسيط خارجي، الله أو سواه. القيام بهذا كله يستلزم انتباهًا هائلاً. إذ ذاك، ماذا يحدث؟

قبل كل شيء، هل ذاك ممكن؟ هل هو ممكن بنظرك؟ وأعني الفعل الآن، صحيح؟ أنت ترى أن أي شكل من أشكال الوساطة الخارجية يتدخل في خلايا المخ إنما هو تحريف. والتحريف هو إشراطنا لأنه سُكِبَ فينا برمته: أنك كاثوليكي، أنك هندوسي، أنك يجب ألا تفعل هذا، يجب ألا تفعل ذاك، يجب أن تنجح، يجب أن تشقى، أو لا تشقى. أي أن الخارج قد أشرط المخ – الخبرة الخارجية، الحوادث الخارجية، الپروپاگاندا [الدعاية] الخارجية – والإشراط تحريف. ومنه، يجب على الاتكال على الخارج أن ينعدم – وهذا مُتناسى تناسيًا تامًّا…

س: أصعب ما في الأمر هو أنك قد تفهم، لكنْ قد يظل هناك عنصر أمل فيه. تلك هي المشكلة…

ك: فكأنك تستأصل سرطانًا، تزيله تمامًا.

س: بلا باعث مطلقًا.

ك: بلا باعث مطلقًا.

س: قد يكون ذلك هو الشيء الذي لا أستطيع أن أتتبَّعه.

ك: لا، لا، أنت لا تتتبَّعه. إنه جزء منك، لا تقدر أن تتبعه. إنه يلفت النظر إلى شيء، وأنت تفهم، أنت ذاك. اسمع، سيدي: يقول ك[2] إن الشقاء يجب أن ينتهي. صحيح؟ ذاك ليس تعليمًا. إنه يجب أن ينتهي. الأمر منوط بك، أنت لا تتبع ك. أنت تقول: "نعم، ما يقوله صائب. بوسعي أن أرى ذلك. ما لم ينتهِ الشقاء تنعدم المحبة. أرى ذلك." فهو عندئذ جزء منك؛ وأنت لا تتبع ذلك الرجل المسكين ولا تعليمه. ذاك جزء منك. هل أوضحتُ الأمر؟

ومنه، هل أستطيع، هل يستطيع إنسان أن يكون بهذه الحرية التامة من الوساطة الخارجية؟ أجل، سيدي، ذاك هو الشيء الأهم – وإلا فأنت تلهو بألعاب!

س: اهتمامنا منصبٌّ أكثر على بناء المدارس والقيام بالعمل في اللجان وأمور من هذا القبيل…

ك: آ، تلك قضية جانبية وحسب. عندما تكون هذه [الرؤية] موجودة فإن ذاك [العمل] أيضًا يتم. تراني أصرف معظم وقتي متجولاً، مكلمًا المدارس، مكلمًا الطلاب، مكلمًا العلماء – وهذا لاشيء.

س: عدم اتكالي على أي شيء من الخارج، ألا يعني أنني أصير سلبيًّا؟

ك: آه، لا، لا. على العكس! أنت لا تتكل على شيء البتة. دعنا، سيدي، ننظر في الأمر. سيدي، ما هو الإيجاب وما هو السلب؟ وكيف تصل إلى الإيجاب؟ لنقل، على سبيل المثال: الحب ليس الغيرة؛ الحب ليس الغضب؛ الحب ليس وطني، وطنك… وهكذا أكشح الكره تمامًا؛ أنفي الكره، أبعده. ثم أقول أيضًا: الحب ليس الطمع، فأكون قد أبعدت الطمع. ومنه، عبر السلب تصل إلى الإيجاب. نبدأ بالنفي وننتهي بالإثبات.

فهل باستطاعة المخ البشري أن ينفي الاتكالية كليًّا، أي نوع من الاتكالية؟ هَبْ أنه يستطيع، فماذا يحدث عندئذ؟ مخي لا ينفك يُشرَط من الخارج؛ ومن الخارج كذلك يوجِد ردَّ فعله الخاص، وردُّ الفعل ذاك بعينه يُشرط المخ جزئيًّا. وإذن، فمن الخارج، وكذلك من ردود فعلي، تراه مشروطًا. إنها حركة ذهاب وإياب، فعل وردُّ فعل. الآن، هل يمكن لذاك أن يتوقف؟ تكرهني، فأكرهك؛ تركلني، فأركلك. ذاك هو الفعل وردُّ الفعل. والآن هل من الممكن للفعل/رد فعل أن ينعدم؟ قد تركلني، لكنْ ليس هناك ردُّ فعل. عندما لا يوجد ردُّ فعل فإن ركلتك لا أهمية لها، والأمر ينتهي. إذا قبَّلتني، قبَّلتك؛ إذا فعلتَ شيئًا، أردُّ عليك. ولكنْ ماذا لو فعلتَ بي شيئًا ولم أرد فعلك بتاتًا؟ أنا حساس، حي، لست ميتًا، لست مشلولاً، لكني لا أرد.

س (إيطاليا): ماذا يحدث فلا أرد؟

ك: لأنني أرى عبثية الأمر؛ أرى غباوته. لقد ركلني الناس فعليًّا، ضربوني فعليًّا، ولا أردُّ الفعل. بذا ماذا يحدث؟ إذا رددتُ الركلة… لكني، إذا لم أرد، لم أعد أنتمي إلى عنفك. الأمر، الآن، أشبه بمدٍّ داخل وبمدٍّ خارج، فعل منك وردُّ فعل مني. الفعل منك مثيل ردِّ فعلي عليك. هذا واضح. الفعل منك وردُّ فعلي عليك متماثلان.

س (إيطاليا): بعبارة طبية، ما هو العلاج الذي يجعلني لا أردُّ الفعل؟

ك: العلاج هو ذكائي الذي يقول: "لا تكن سخيفًا!" ليس هناك علاج، إنه يقول فقط: "انظر كيف تستمر الحروب." أنا بريطاني وأنت فوكلاندي، أرجنتيني؛ أنت تريد تلك الجزيرة وأنا أريد تلك الجزيرة، فنتصارع عليها[3]. ترانا لا نجلس ونقول: "انظر، كرمى لله، لنكن عاقلَين، لنتكلم في الأمر. إذا كنت تريدها، خذها، فأنت أقرب إليها بكثير مني." تستطيعان أن تناقشا الأمر، لكنكما إذا هرعتما إلى الأسلحة فات الأوان.

هل سمعتم بتلك القصة الظريفة؟ أرجو ألا تمانعوا أن أكررها. تعرفون الكاتب الأرجنتيني، ڤارغاس[4]. لقد قال إن حكاية الفوكلاند عبارة عن رجلين هرمَين أصلعين يقتتلان على مشط!

فلنواصل… إن حجتي، سيدي، كما ترى، هو أن الفعل وردَّ الفعل متماثلان؛ ومفادها: تصفعني، فأردَّ بالتالي الصفعة، وكلا الفعلين مثيل الآخر. فعلك هو صفعي، فأردُّ فعلك بصفعك؛ وإذن، ففعلك وردِّي عليه متماثلان: فعلك قائم على ردِّ الفعل، وكذلك فعلي. فماذا يحدث إذا لم أرد الفعل؟ تصفعني فلا أردُّ الفعل عندئذ – ليس لأنني فاضل، أمارس اللاعنف، تلك المهزلة كلها. لا أردُّ وحسب. أرى عبثية ردِّ الفعل.

أنا ألفت النظر إلى شيء شديد البساطة: فعلك كان قائمًا على ردِّ الفعل، وفعلي كذلك قائم على ردِّ الفعل. وإذن، لا فارق ثمة، ثمة ردُّ الفعل فقط. إذا كنت في پولونيا وكان أناس بغيضون يتسلطون علي، مانعين الحرية، أردُّ الفعل. بطبيعة الحال، يجب أن أرد الفعل. لا أستطيع أن أقول: "طيب، لن أرد!" عليك أن ترد الفعل.

س: لكن ذاك عنف!

ك: سيدي، كما هي حال الأمور، حيث تحاول روسيا أن تسيطر على پولونيا، تقول پولونيا: "إليكم عني إلى الجحيم!" كما هي حال الأمور، عليهم أن يقولوا: "إليكم عنا إلى الجحيم". لكنني إنسان. نحن نتكلم على بشر، لا على پولونيا أو روسيا!

الآن، دعونا ننظر في الأمر. الفعل وردُّ الفعل من طبيعة واحدة. ذاك اكتشاف هائل بنظري. إذن، أرى العبثية، وبذلك ينعدم الفعل/رد فعل. مخي أشرط على ردِّ الفعل – فعل/رد فعل، فعل/رد فعل –؛ فهل يمكن لذاك أن يتوقف؟ تمتدحني، فأشعر بأني عملاق؛ تسبُّني، فأقول: "ما أبشع ذلك!" عدم ردِّ الفعل إطلاقًا. لست مشلولاً، لست في حال غيبوبة أو شيء من هذا القبيل، أنا حي، لكني لن أردَّ الفعل. ينعدم ردُّ الفعل. وإذا انعدم ردُّ الفعل، ألا تكون قد غيرتَ بنية خلايا المخ؟ الأمر بهذه البساطة.

س: لم أعد محدودًا.

ك: لا، لا تختزل الأمر إلى ذلك. نحن نتكلم على طفرة في خلايا المخ. وخلايا المخ قد أشرطت على الفعل/رد الفعل، فعل/رد فعل. تقول إني متوحش، فأنعتك بأسوأ؛ أو تنعتني بالتوحش، فأقول إني يجب ألا أكون متوحشًا. إنه الشيء نفسه. وإذن، فخلايا المخ قد أشرطت على الفعل وردِّ الفعل. وخلايا المخ ترى أن كليهما قائم على ردِّ الفعل. لحظة تعي ذلك، تكون خلايا المخ قد تحركت في اتجاه مختلف كل الاختلاف.

إن واحدة من صعوباتنا هي أننا نملك ذهنًا شديد التعقيد، مخًّا شديد التعقيد، فلا نبدأ بأشياء بسيطة. كن بسيطًا. إذا كنتُ طماعًا، فأنا طماع! أقول ذلك، فأكون بسيطًا للغاية. لا أقول إنني يجب ألا أكون طماعًا، أو إنني هذا أو ذاك. أنطلق من الـما هو – وهو انطلاق من البساطة. وفيما أنت تتقدم، يصير الأمر أعقد فأعقد. والتعقيد لا ينحل إلا عبر البساطة.

زانن، 23 تموز 1983 (2)


* From the transcript of the tape recording of the International Committee Meeting at Saanen, 23 July, 1983 ©2000 Krishnamurti Foundation Trust, Ltd., pp. 14-21.

[1] نسبة إلى "العلم المسيحي" Christian Science: مذهب ديني أسَّسته ماري بيكر إدي في العام 1866 ووضعت قواعده في كتابها العلم والصحة مع مفتاح الكتاب المقدس (1875)؛ ومفادها أن الإنسان والكون ككل من طبيعة روحية وأن الحق والخير حقيقيان، بينما الشر والباطل ليسا حقيقيين. ويعتقد "العلماء المسيحيون" أن كل شيء ممكن في سبيل الخير، عبر الله، بالصلاة والعلم والفهم، بما ذلك الشفاء من الأمراض المستعصية. (المحرِّر)

[2] كان من عادة كريشنامورتي أن يشير إلى نفسه بحرف "ك" تجنبًا لاستعمال ضمير المتكلم. (المحرِّر)

[3] إشارة إلى الحرب التي نشبت في العام 1982 بين إنكلترا والأرجنتين على جزر الفوكلاند (المالڤينا) في عهد رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر. (المحرِّر)

[4] لعله الكاتب الپيروڤي ماريو ڤارغاس يوسا. (المحرِّر)