التناغم مع الكون
ديمتري أڤييرينوس
ثمة حرارة واحدة، نَفَس واحد، الأشياء كلها يعطف بعضها على بعض.
~ أبقراط
باتت مسألة التناغم قضية ذات أهمية حيوية مصيرية – لا لتحقيق السعادة المأمولة للبشرية الشقية، بل لبقاء النوع البشري أصلاً. فلمَّا كان تناغمنا اليوم مع البيئة ومع سوانا من البشر ومع أنفسنا شديد الاختلال – وهل من أحد يشكك في هذا الواقع الفاضح والمؤلم؟! –، ترانا نتسبب في وقوع أضرار جسيمة على العلاقات المتبادلة، بيننا وبين الطبيعة وفيما بيننا، وعلى تطوُّرنا، نفسيًّا وجسميًّا – حتى إن العديد من المراقبين لا يستبعدون، من جراء تراكُم هذه الأضرار، وقوع كارثة عالمية ماحقة. والضرر الواقع علينا لا يمكن فصله، ولا لحظة واحدة، عن الضرر الواقع على غيرنا – فنحن، فعليًّا، مسؤولون عن الإنسانية ككل، وذلك لأن كل واحد منا مختصَر مكثَّف للنوع البشري بأسره، كما ظل ج. كريشنامورتي يلحُّ مرارًا وتكرارًا.