النظر إلى العالم
ديمتري أڤييرينوس
في عقيدة البوذيين، على اختلاف مذاهبهم، أن كلا التحقق بالـنيرڤانا nirvāna، مقام الحرية والغبطة، والدوران مع سمسارا samsāra، عجلة العبودية والشقاء، يتمَّان هنا، في اللحظة الراهنة، وأن المسألة برمَّتها يقرِّرها صوابُ النظر إلى العالم أو خطؤه. فحين ننظر إلى العالم نظرة صائبة – وهذا يعني أننا على علاقة راقية مع الموجودات قاطبة – يسود فرح لا يوصف وشعور حقيقي بالحرية؛ أما إذا لم نكن ننظر إليه نظرة صائبة، إذا لم نكن نرى فيه سوى الأوهام، فإن كل ما نحصد شقاء في شقاء. بعبارة أخرى، إذا نظرنا إلى العالم عبر شاشة الأنانية فإننا نختبر سمسارا؛ أما إذا تطهَّر الذهن من الأنانية وانجلى صافيًا فإننا نختبر النيرڤانا. العالم الخارجي يبقى في كلتا الحالين هو هو، لكن العالم الذي نختبره يكون في كلٍّ منهما على حدة مختلفًا.