الآخـريَّـة
من مفكرة كريشنامورتي*
24 تشرين الأول [1961]
كان القمر موشكًا على الصعود فوق التلال، عالقًا في غيمة متلوِّية طويلة تضفي عليه هيئة خرافية. كان ضخمًا، يقزِّم التلال والأرض والمراعي الخضراء؛ الفضاء حيث يصعد كان أصفى، مع عدد أقل من الغيمات، لكنه سرعان ما توارى بين السحائب القاتمة المحمَّلة بالمطر. ثم بدأت السماء تمطر رذاذًا وكانت الأرض مسرورة؛ إذ قلما يهطل المطر هنا وكل قطرة يُحسَب لها حساب. بوسع [شجرات] البَنْيان الكبيرة والتمر الهندي والمنگة أن تناضل للبقاء، أما صغار النباتات ومحصول الرز فكانت مبتهجة حتى بمطر شحيح. لسوء الحظ، حتى القطرات القليلة توقفت، والقمر الآن كان يسطع في سماء صافية. كان المطر يهطل غزيرًا على الساحل، لكنْ هنا، حيث الحاجة إليه ماسة، ترى السحائب المحمَّلة بالمطر قد ولَّت. كان مساءً جميلاً، وكانت ثمة ظلالٌ داكنةُ القتامة ذات أشكال عديدة. كان القمر شديد البريق والظلال ساكنة للغاية، وأوراق الشجر، وقد اغتسلتْ، تتلألأ.