تحت المطر*
ألان**
هناك، على كل حال، من الأوجاع الواقعية ما يكفي؛ لكن ذلك لا يحُول دون إضافة الناس المزيدَ عليها عبر نوع من اجترار المخيِّلة. تراك تصادف كل يوم رجلاً واحدًا على الأقل يشتكي من المهنة التي يمتهنها، فيبدو لك في كلامه دومًا ما يكفي من التماسك، لأن ثمة ما يُعاب في كل شيء، وما من شيء كامل.
أنت، يا ذا المدرِّس، عليك، كما تقول، أن تعلِّم فتية شرسين لا يفقهون شيئًا ولا يكترثون بشيء؛ وأنت، أيُّها المهندس، غائص في بحر من الأوراق؛ وأنت، أيُّها المحامي، تترافع أمام قضاة يهضمون طعامهم غافين بدلاً من أن يستمعوا إليك. أغلب الظن أن ما تقوله صحيح، وأنا آخذه على محمل الصدق؛ ففي هذه الأمور دومًا ما يكفي من الصحة كي يجوز قولها. وإذا كنت، فوق ذلك، تعاني معدة معتلَّة، أو كان حذاؤك يسرِّب الماء، فأنا أتفهَّمك كل التفهم؛ حسب ذلك مدعاةً لِلَعْن الحياة، والبشر، وحتى الله، إنْ كنت تؤمن بوجوده.