أرشيف التصنيف: فلسفيات

في المرج الكبير – ألان

في المرج الكبير*

ألان

ألان**

 

لدى أفلاطون قصصٌ كحكايات العجائز، تشبه من هذا القبيل جميع حكايات العجائز، لكنها، عبر كلمات صغيرة بعينها يلقيها كما لو تلميحًا، تراها تدوِّي في أعماق نفوسنا وتضيء منها بغتة خبايا مجهولة. من هذه القصص قصة رجل يدعى إرْ Er، كان قد حُسِبَ في عداد القتلى بعد إحدى المعارك، ثم عاد من عالم الموتى[1] حالما تبيَّن الغلط، فروى ما رأى هناك.

Continue reading

التناغم مع الكون – ديمتري أڤييرينوس

التناغم مع الكون

ديمتري أڤييرينوس

ديمتري أڤييرينوس

 

ثمة حرارة واحدة، نَفَس واحد، الأشياء كلها يعطف بعضها على بعض.
~ أبقراط

 

باتت مسألة التناغم قضية ذات أهمية حيوية مصيرية – لا لتحقيق السعادة المأمولة للبشرية الشقية، بل لبقاء النوع البشري أصلاً. فلمَّا كان تناغمنا اليوم مع البيئة ومع سوانا من البشر ومع أنفسنا شديد الاختلال – وهل من أحد يشكك في هذا الواقع الفاضح والمؤلم؟! –، ترانا نتسبب في وقوع أضرار جسيمة على العلاقات المتبادلة، بيننا وبين الطبيعة وفيما بيننا، وعلى تطوُّرنا، نفسيًّا وجسميًّا – حتى إن العديد من المراقبين لا يستبعدون، من جراء تراكُم هذه الأضرار، وقوع كارثة عالمية ماحقة. والضرر الواقع علينا لا يمكن فصله، ولا لحظة واحدة، عن الضرر الواقع على غيرنا – فنحن، فعليًّا، مسؤولون عن الإنسانية ككل، وذلك لأن كل واحد منا مختصَر مكثَّف للنوع البشري بأسره، كما ظل ج. كريشنامورتي يلحُّ مرارًا وتكرارًا.

Continue reading

الانتقام ليس من حقوق الإنسان! – جان-ماري مولر

الانتقام ليس حقًّا من حقوق الإنسان!

جان-ماري مولر

جان-ماري مولِّر*

 

لن أعرِّف بالانتقام بوصفه إرادتي الحصولَ من المسيء إليَّ على تعويض عن الإساءة التي كبَّدني إياها، بل بوصفه رغبتي في تكبيده إساءةً بغرض أن أؤلمه وحسب [= نقمة]**. فأنا، حين أنتقم، ما من نية عندي سوى أن أردَّ rétorquer الإساءةَ التي تكبَّدتُها على صاحبها. الانتقام، إذن، محض ردِّ الفَعْلَة بفَعْلَة من جنسها ré-torsion. لكن الانتقام لا يعوِّض عن شيء أبدًا؛ إذ هو لا ينتوي التعويض، بل التقويض. ومنه فإن الانتقام ليس فعل دفاع شرعي عن النفس. فما يميِّزه هو أنني، حين أمارسه، لا يبدي عدوي أي خطورة فعلية عليَّ ولا يمارس ضدي أي تهديد مباشر؛ إنه حينذاك لا يعود يجابهني. لذا فإن الانتقام يحصل دومًا من الخلف – عن جبن. ومنه لا يجوز للانتقام أن يستفيد من تأييد العدالة: فهو لا يريد أن يردَّ لي حقوقي، ولا يقدر على ذلك أصلاً، بل يبتغي فقط إيلام مَن آلمني. لذا فإن عنف الانتقام ليس حقًّا أبدًا؛ إذ ليس ثمة أي “حق” في الانتقام. إنه دومًا غير مبرَّر، دومًا جائر، دومًا جريمة ضد الإنسانية. وبما أن الانتقام وليد الحقد والضغينة والصدود والكراهية فهو ليس نبيلاً أبدًا، بل خسيس دومًا.

Continue reading

لماذا "معابر"؟ – ديمتري أڤييرينوس

لماذا “معابر”؟*

ديمتري أڤييرينوس 

ديمتري أڤييرينوس

 

إلى روح أكرم أنطاكي الذي أحبَّ هذا النص

 

لماذا مجلة جديدة؟ ولماذا مجلة جديدة على الإنترنت حصرًا؟ ألا يلبي الحشد الحالي من المطبوعات الصادرة دوريًّا بالعربية، من المحيط إلى الخليج، الحاجات الثقافية والفكرية للمثقف العربي؟ ألا تكفي الصحف والمجلات الحالية لـ”تنوير” القارئ العربي وإحاطته علمًا بكل ما يجري في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة في البلدان العربية وفي العالم، ولاستيعاب النتاج “الإبداعي” للأدباء والمفكرين الناطقين بالعربية؟ أي خطاب يمكن أن يكون لدى فريق معابر (على افتراض أن لديهم خطابًا ما أصلاً)، وبِمَ يختلف خطابهم عن الخطابات المطروحة حاليًّا في “سوق الفكر”؟

Continue reading