ملحوظات في اللذَّة والألم
ديمتري أڤييرينوس
ليست الحياة دومًا بستان ورود – هيهات! الحياة، في كثير من الأحيان، طريق شاقَّة وعرة، يدمى فيها القلبُ قبل أن تدمى القدمان. فعلى الرغم من خيرة نوايانا وخططنا، ترى الحياة تخبِّئ لنا مفاجآت: بعضها سارٌّ – وهذه هي اللحظات اللذيذة والذكريات البهيجة؛ وبعضها الآخر غير ذلك – وهذه تتراوح بين المصاعب المقبولة وغير المؤذية وبين المصائب الشديدة والصدمات المأسوية الرهيبة. ونحن مثلما نتعطَّش إلى اللذة، نطلبها، نطاردها، كذلك نخشى المِحَنَ من كلِّ صنف، ننفر منها ونتهرَّب، حتى إننا كثيرًا ما نتوجَّس من مجرَّد فكرة الألم والمأساة – وهذا طبيعي. وبما أنه طبيعي، فهو كذلك علامة صحَّة نفسية وذهنية سوية. مع ذلك، هل هذا التعطُّش إلى اللذة وهذا النفور من الألم مناسبان للتصدِّي لتحدِّيات الحياة؟ هل نحن مسلَّحون، بمجرَّد سباحتنا مع تيار الإشراط الطبيعي، لمواجهة صدمة المأساة؟